كعادتها اليومية في الصباح الباكر ، تصحو زوجة عرفات ناصر احمد هادي كغيرها من نساء منطقة العر -الأشمور /م عمران/ حاملة فوق راسها عبوة جلب الماء ، قاصدة بركة القرية التي تقع أسفل الحصن ، لتؤمن حاجة المنزل من المياه ليوم كامل فهي المصدر الوحيد للأهالي والنازحين.
فاجعة
لم تكن تتوقع زوجة عرفات التي تفصلها بضعة أسابيع عن وضع مولودها الجديد أن فجر يوم الأربعاء الـ30من نوفمبر 2016م ، هو اليوم الأخير لحياتها ، وأنها المرة الأخيرة لجلب المياه ، فأثناء نزولها على درج البركة ، تعرضت للانزلاق وسقطت في البركة ، وكانت بجانبها شقيقة زوجها والتي سارعت بمد يدها محاولة انتشالها فسحبتها لتسقط هي الأخرى في بركة الماء.
وماهي إلا لحظات ، حتى وصلت إمرأة ثالثة إلى البركة لتشهد عيناها غرق أثنتين من جيرانها فهول الفاجعة وعجزها عن إنقاذههما جعلها تصرخ وتستنجد ومن محاسن الصدف كان هناك احد العمال يدعى فواز احمد الذي سارع بالقفز دون تردد رغم برودة الجو القارس بسبب ارتفاع المنطقة عن سطح البحر على امل إنقاذهما ، وبالفعل تمكن من سحبهما إلى سور البركة ليتم الإسعاف مباشرة إلى مدينة عمران ، ولكن القدر اختار زوجة عرفات التي فارقت الحياة مع جنينها الذي مازال في بطنها لتنجو شقيقة الزوج التي حاولت المساعدة وهذه هي مشيئة الله .
ليست الحادثة الأولى
الحزن كان هو الحاضر على وجوه الأهالي الصغار قبل الكبار، فالفاجعة كبيرة نزلت كالصاعقة على كل منزل في القرية ، فالحادثة ليست الأولى كما يقول الحاج محمد الفقيه فقد تكررت مع خمس من نساء القرية وكذلك الأطفال .
حوادث الغرق للنساء جعل أهالي القرية غير متفاعلين مع مشروع الخزان الذي سيتم تنفيذه من قبل مشروع الأشغال العامة ، ولكن عندما تم شرح فكرة الخزان وأنه سيكون محميا بسياج حديدي لضمان عدم نزول أي شخص كبير أو صغير نهائيا ، وسيتم جلب المياه من خلال حنفيات نقطة التوزيع التي سيتم تغذيتها من المرشح الخاص بالمشروع ، كانت البشرى السارة لأهالي قرية العر ، فكابوس الغرق لنسائهم لن تتكرر بعد اليوم.