يعمل مشروع الأشغال العامة في قطاع المياه وفقا لاستراتيجية الماء أساس الحياة، لأن الحصول على المياه الآمنة والصالحة للاستخدام المنزلي ، يمثل أولوية لدى الغالبية العظمى من اليمنيين وخاصة في المناطق النائية والبعيدة، والتي تعيش معاناة يومية من أجل الحصول على بعض اللترات من المياه النظيفة من أجل الشرب فقط وليس للاستخدام المنزلي بشكل عام ، وحتى توفير الكمية القليلة من المياه النظيفة يحتاج الأطفال والنساء قطع مسافات طويلة تحت حرارة الشمس من أجل الوصول إلى أقرب مصدر للمياه ، كمان أن انعدام مصادر الدخل وندرة فرص العمل والوضع المعيشي لغالبية الأسر اليمنية جعلت شراء الماء من صهاريج بيع المياه بأسعار باهظة بديل يعجز الكثير من أرباب الأسر توفيره.
توفير مصدر مستدام للمياه النظيفة والآمنة صحيا، أثر إيجابي حققه مشروع الأشغال العامة من خلال تدخلاته في قطاع المياه، فكل مشروع مياه ينفذ يكون مناسب لطبيعة واحتياج المنطقة ،فمثلا خزانات حصاد مياه الأمطار يتم إنشاؤها في المناطق الريفية النائية التي تعتمد على مياه الأمطار والغيول والبرك في توفير احتياجاتها من الماء ، والخزانات البرجية وشبكات نقل وتوزيع المياه تكون في المناطق التي توجد فيها آبار للمياه ولكن تهالك شبكة النقل والتوزيع تكون متهالكة ولا يوجد خزانات برجية تضخ إليها المياه ومن ثم توزيعها على المنازل والأحياء ، وبذلك نجح مشروع الأشغال العامة في تحقيق أعلى مستويات المنفعة لمشاريع المياه المنفذة ، وتخفيف المعاناة اليومية والجهد المضنى والمرهق الذي كان يبذله الأطفال والنساء يوميا ، في جلب المياه إلى المنزل وعلى حساب التعليم.
منفعة اقتصادية واجتماعية
توفير مصادر المياه وسهولة الوصول إلى مياه الشرب النظيفة عائد بالنفع الكبير على المجتمعات المستفيدة، وتتمثل أهم الفوائد الرئيسية المحققة في هذا القطاع:
- تقليل الجهد والوقت لجلب المياه، وخاصة على النساء والأطفال، الذين أصبحوا قادرين على الذهاب إلى المدرسة والانتظام في الفصول المدرسية.
- تحسين مستوى الصحة العامة والحد من الأمراض المعدية وتحسين الوضع البيئي والنظافة العامة.
- تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة لمس أثرها المجتمع من خلال التوفير في تكلفة شراء صهاريج المياه، ورعاية طبية أقل.
- كما أدت سهولة جلب المياه إلى حل النزاعات القائمة بين أفراد المجتمع.
إنجاز
حيث تم خلال الفترة يناير- ديسمبر 2023 إنجاز 13 مشروعا في قطاع المياه بتكلفة إجمالية بلغت 1 مليون دولار، استفاد منها حوالي 70 ألف نسمة تقريبا ،وتم توفير 1000 فرصة عمل مؤقتة عامل- شهر.
الجدول رقم (5) يوضع المشاريع المنجزة في قطاع المياه خلال الفترة يناير-ديسمبر2023 وتراكميا.
مؤشرات المشاريع المنجزة في قطاع مشاريع المياه الممكن للعام 2023 وتراكميا. |
||
البيان |
يناير - ديسمبر 2023 |
تراكميا للمرحلتين الثالثة والرابعة فقط |
عدد المشاريع |
13 |
449 |
التكلفة بالدولار |
1,025,493 |
32,971,359 |
المستفيدين (عدد سكان ) |
10,641 |
2,697,595 |
العمالة المحققة عامل - شهر |
46,341 |
57,258 |
أهالي حمدة عمران وعبطارة سقطرى يحصلون على المياه في أوقات الجفاف
نفس المعاناة يشترك فيها الناس في منطقة حمدة-ريدة بمحافظة عمران، وعبطارة توجد بمحافظة سقطرى ، فالأهالي هناك يعتمدون على صهاريج نقل المياه ، أو الدواب والنساء والأطفال في توفير المياه المنزلية وسقي المواشي، وهي مصادر مكلفة ماليا ومرهقة للنساء والأطفال ، وهي خلاصة لنتائج الدراستين للباحثات الميدانيات التابعات لمشروع الأشغال العامة إلى المنطقتين بهدف تحديد الاحتياج ذات الأولوية من المشاريع ، فكان مشروع خزان حصاد مياه الأمطار هو الأولوية للمستفيدين في عبطارة بسقطرى وحمدة ريدة بعمران.
المياه متوفرة طول العام
توفير المياه المنزلية عبر صهاريج بيع الماء في ظل ظروف معيشية صعبة خيار يعجز أمامه معظم الأسر اليمنية، ولذلك البديل الأخر هو تحمل النساء والأطفال مهمة جلب المياه يوميا إلى المنزل ، حتى وأن كان ذلك مرهقا وعلى حساب التعليم والاهتمامات الأخرى.
تدخل مشروع الأشغال العامة في المنطقتين من خلال تنفيذ خزانين لحصاد مياه الأمطار خفف معاناة الأهالي،
كما يؤكد المستفيدين ، حيث أصبحت المياه متوفرة خاصة في أوقات الجفاف ، واستطاع الأطفال الذهاب إلى المدرسة ،وكذلك تحسن مستوى النظافة الشخصية ، وزاد عدد المواشي والحيوانات في المنطقتين.
النساء والأطفال في حوطة لحج والسخنة بالحديدة آمنين من أمراض تلوث المياه
معاناة الأسر في الحوطة بلحج وقرى (المصبار ،المرماده ،المقصف) في مديرية السخنة بالحديدة ليس عدم توفر مصدر للمياه ، بل على العكس من ذلك آبار المياه متوفرة ، ولكن شبكات وخزانات النقل والتوزيع متهالكة أو غير موجودة ، وهذا حرم مئات الأسر من الحصول على المياه رغم توفرها.
حلت المشكلة
عشرات النساء والأطفال في هاتين المنطقتين يذهبون يوميا مع دوابهم لجلب المياه إلى المنزل ، فهم من تقع على عاتقهم القيام بهذه المهمة ، فغالبية الأسر تعيش تحت خط الفقر وغير قادرة على تحمل نفقات شراء المياه ،رغم أن آبار المياه الحكومية متوفرة إلا أن تهالك شبكات النقل والتوزيع ،وكذلك عدم وجود خزان يستقبل المياه من الآبار وتوزيعها على المناطق المستفيدة هي سبب معاناة السكان ، وتنفيذ مشروع خزان برجي مع شبكة نقل وتوزيع للمياه سيزيل معاناة السكان ويحسن مستوى معيشتهم ، ويحصلون على المياه الآمنة والصالحة للاستخدام المنزلي.
مشروع الأشغال العامة كعادته يحرص على تلمس أوجاع ومعاناة الناس وكيف يمكن المساهمة في تخفيفها ، فكانت أولوية توفير المياه في صدارة الاحتياج للأسر في منطقتي الحوطة بلحج والمصبار في الحديدة ، فالمعاناة واحدة.
يقول زاهر مسعود سعد أحد المستفيدين من مشروع مياه المصبار في مديرية السخنة بمحافظة الحديدة ، كانت النساء والأطفال من الصباح يمشون يوميا كمتوسط 35 دقيقة لأقرب بئر للمياه ،ولوقت محدود ، أما عند حدوث أزمة في مادة الديزل تنقطع المياه لأيام ، وتكون معاناتنا شديدة وحياتنا صعبة حتى المواشي تتأثر.
ويضيف مسعود قائلا: اليوم بعد تنفيذ مشروع الخزان وخط التوزيع وصلت المياه لكثير من المنازل وتحسنت مستوى معيشة الناس، والنظافة الشخصية ، واختفت الأمراض التي كانت بسبب تلوث المياه ، كما أصبح هناك نقاط لتوزيع المياه قريبة من الجميع.
اختفاء الأمراض
ويتفق نبيل صلاح سليمان مستفيد من مشروع شبكة مياه الحوطة بلحج مع ما طرحه زاهر مسعود من الحديدة، ويؤكد أن مستوى الصحة العامة في المنطقة تحسن كثيرا مقارنة بالسابق، كما أن النساء تحولن للعمل في الخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية الأخرى ، كما أن الأطفال انتظموا في فصولهم الدراسية.