يسترجع المزارع الخضر سلمان مسعود ذو الأربعة عقود من عمره ، من قرية عسيلة(حلحل) بمحافظة البيضاء ذكرياته إلى الوراء بضع سنوات قبل تهدم جدران الأراضي الزراعية بسبب السيول عندما كان المحصول وفيرا يبيع جزءاً منه ويخزن البقية ،اليوم تغير الوضع وأصبح الخضر سليمان يعجز عن توفير ما يكفيه للاستهلاك المنزلي خلال العام.
مياه السيول بلا فائدة
مياه السيول تمر ومزارعو قرى (وادي حلحل عسيلة) يتفرجون عليها وهم يعضون أصابعهم من الحسرة، فالسيول المتدفقة جرفت الأراضي الزراعية بمحاصيلها وهذا يعني حرمان نحو 500فدان من الري بمياه السيول.
السيول المتدفقة على الوادي كبيرة، ولكنها تتدفق ولسان حالها يسخر من مزارعي وادي حلحل عسيلة وتقول ماذا أنتم فاعلون.
يصف -سالمين عوض من مزارعي المنطقة - وضع مزارعي قريته بعد جرف السيول للأراضي الزراعية قائلا: المزارعون أصبحوا فقراء يشكون من العوز والحاجة، فمعيشتهم ومصدر دخلهم يعتمد على الزراعة وما تجود عليهم الأرض، وهذا المصدر تأثر سلبا بشكل كبير بعد جرف السيول غالبية المزارع على ضفاف الوادي ، وأصبحنا نشاهد السيول تمر دون أن نستفيد منها لاحول لنا ولا قوة وبالتالي تراجع الإنتاج إلى حدوده الدنيا.
عودة الروح
الهيثمي أحمد ناصر يرى أن تدخل مشروع الأشغال العامة بتنفيذ مشروع حماية الأراضي الزراعية ، هي بمثابة إعادة الروح لعشرات المزارعين ، بعد أن هجروا أرضهم وتركوها عرضة للتصحر فإنتاجها تدهور ولم يعد كما كانت عليه سابقا.
يؤكد الهيثمي اليوم الوضع تغير، وتنفيذ مشروع حماية الأراضي الزراعية سيعيد للمزارعين الحيوية والنشاط لفلاحة مزارعهم، فمشكلة توفير المياه تم حلها وسنوات العطاء والإنتاج الوفير ستعود إلى سابق عهدها، وحياة المزارعين ستتحسن ومصدر دخلهم سيزدهر، ومصدر أمنهم الغذائي سيتوفر، وأيام البؤس والحرمان ستصبح من الماضي