المزارع مراد الجغمان – ذو الخمسة عقود من عمره -من منطقة الجفينة بمارب –يصف حال المزارعين في منطقته اليوم بالأفضل معيشيا، فإنتاج مزارعهم من المحاصيل الزراعية أرتفع وخاصة الحبوب، ومساحة الأرض الزراعية تضاعفت، وتربية الحيوانات والمواشي انتعشت، والأمن الغذائي لأسر المزارعين يكفي لعام كامل.
قبل بضعة أشهر كانت معظم مساحة مزارع الجفينة جرداء من أي خضرة باستثناء بعض المزارع الصغيرة المتفرقة هنا وهناك، والحالة المعيشية للمزارعين وأسرهم تحت خط الفقر، فمصدر عيشهم وغذائهم طوال العام هي الزراعة ولكن حالها تدهور، فالأوضاع الراهنة في البلاد وانعكاساتها السلبية وصلت إلى كل منزل وأسرة ومزرعة لم يسلم منها أحد، فأصبح حال الأرض صورة حقيقية لحال المزارع.
أمن غذائي مفقود
المزارع الحاج جغمان -يروي كيف كانت الخضرة تغطي كل مزارع الجفينة وما حولها ،وكيف كان المزارعون وأسرهم يعيشون طوال العام في مستوى متوسط من بحبوحة العيش ،فاحتياجهم للغذاء مؤمن لعام كامل ،ولكن الأوضاع الراهنة أصابت المزارعين في مقتل ،فمزارعهم تعرضت للخراب والدمار،كما أصبحت تكلفة مدخلات الإنتاج الزراعي مرهقة ويعجز المزارعون عن تحملها ،فالمزارعون يعتمدون لري أراضيهم على الآبار الارتوازية التي تضخ وتنقل المياه عبر سواقي ترابية بدائية، وهذا يجعل فاقد المياه المهدرة أضعاف ما يصل إلى المزارع ، وذلك سبب خسائر فادحة للمزارعين فأسعار المشتقات النفطية مرتفعة ، وبالتالي فالمزارع طوال العام وما ينتجه من محاصيل لا يغطي تكلفة المشتقات النفطية ،ولذا تصحرت الكثير من المزارع وتدهورت حياة المزارعين وأسرهم.
إنعاش للحياة
يتفق المزارع محمد المرادي مع ما طرحه الحاج جغمان ويضيف بالقول :تدخل مشروع الأشغال العامة من خلال تنفيذ مشروع شبكة تقليل فاقد المياه لمزارع الجفينة ،في إطار مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانية في اليمن الممول من البنك الدولي عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ،أعاد الحياة للأرض والمزارع بعد أن زحف التصحر على الأراضي الزراعية وحولتها إلى أراضي جرداء بدون فائدة .
غذاء متوفر
ويؤكد المرادي فاقد المياه المهدرة نتيجة استخدام السواقي الترابية كان اضعاف ما يتم الاستفادة منه في الري ، ولكن اليوم بعد تنفيذ مشروع تقليل فاقد المياه وربط المزارع بالآبار عادت الحياة ، وتحسن مستوى معيشة المزارعين وأسرهم ، فعاد المزارعون إلى تربية المواشي فأعلاف إطعامها أصبحت متوفرة طوال العام وتنتج من مزارعهم ، ولا يحتاج المزارعون إلى شرائها بأسعار مرتفعة خاصة في أوقات الجفاف ،كما ارتفعت مساحة الأرض المروية والمزروعة وبالتالي زاد الإنتاج من المحاصيل الزراعية، واستطاع المزارعون تأمين غذائهم من الحبوب وغير ذلك، سواء كان من خلال تخزين ما يكفيهم من الحبوب لعام كامل أو تسويق الفائض وبيعه أو زراعة محاصيل أخرى كالخضار ،وكل ذلك يصب في تحقيق الأمن الغذائي للمزارعين في منطقة الجفينة