بتدخل مشروع الأشغال العامة: بيئة صحية آمنة للمرضى النفسانيين بالحديدة

300 شخص من الرجال والنساء هم نزلاء مستشفى دار السلام للصحة النفسية في محافظة الحديدة، جبروت الحياة وظروفها أفقدتهم خاصية الشخص الطبيعي في البيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها، فتم إدخالهم المستشفى بهدف معالجتهم من أمراض الاضطرابات النفسية، التي يعانون منها وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع مرة اخرى.

الواقع والظروف الراهنة التي يعيشها اليمن كان لها إنعكاساً سلبياً على الخدمات التي يقدمها مستشفى دار السلام للصحة النفسية، فهو يعاني صعوبة توفير البيئة النظيفة والأمنة صحياً من مياه ومرافق الصرف الصحي.  

أثناء النزول الميداني لمشروع الأشغال العامة لتحديد احتياجات هذه الفئة المنسية في شهر أغسطس 2017 م، كان هناك انتشار لوباء الكوليرا بين نزلاء المستشفى، حيث وتم تأكيد إصابة 54 حالة مصابة بالكوليرا توفى منها حالتين، وأيضا كان من بين النزلاء23من مرضى النازحين، بينهم امرأتين أتت بهما أسرهما من مناطق الصراع .

إهمال أسرهم

رغم ما يقدمه مستشفى دار السلام من خدمات إلا أنه لا يحظى بالدعم الكافي لتغطية متطلباته إذ يعتمد في الغالب على فاعلي الخير، ولكن أبرز ما يعانيه  المستشفى حالياً هو عجزه عن توفير كميات المياه اللأزمة  لتغطية الإحتياج اليومي والمستخدم في النظافة الشخصية للنزلاء ونظافة الدار ومغسلة (الملابس-وحاجات النوم من الأغطية والبطانيات...الخ) ، وكذلك المطعم وبقية المرافق كون ما هو موجود خزانات بلاستيكية لا تفي بالغرض، بالإضافة إلى افتقار المستشفى إلى حمامات عامة صحية ونظيفة في العنابر، فالحمامات الموجودة مكشوفة وهي دون أسقف أو أبواب وأرضياتها تتحول إلى تجمعات لمياه الصرف الصحي ،لتصبح مستنقعاً للأوبئة والجراثيم، ومصدراً ناقلاً لكثير من الأمراض بين نزلاء المستشفى.

إنعدام النظافة

مطيع احمد الصغير (عامل نظافة) تحدث قائلا: ما نعانيه هو صعوبة التعامل مع النزلاء وعدم توفر البيئة الصحية الأمنة، كونهم ذوي حالات خاصة سواءً النظافة الشخصية أو نظافة الغرف والصالات والعنابر نتيجة عدم توفر المياه الكافية.

وأردف قائلاً: نأتي أحيانا وقد قضى المريض حاجته إما على ملابسه أو في أرضية الغرفة والعبث على الجدران، كذلك النزلاء في العنابر منهم من يقضي حاجته في الصالة (أمام الحمامات) والبعض يستخدم الحمام ولكن في غير المكان المخصص، كما يوجد حالات تمتنع عن دخول الحمامات كونها مكشوفة دون أبواب إلا في أوقات معينة ،وكل هذا يتطلب متابعة وتنظيف مستمر وكميات كافية من المياه ومواد النظافة والتعقيم، وهذا ما نفتقر له في المستشفى ويجعل حياة النزلاء في خطر خاصة مع انتشار الأوبئة مثل الكوليرا.

استجابة مشروع الأشغال العامة

تم التدخل من قبل مشروع الأشغال العامة في إطار مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانية في اليمن ( YECRP) الممول من البنك الدولي عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، حيث تم إنشاء مبنى حمامات عامة مع قسم استحمام، وكذا إنشاء خزان برجي سعة 50م3، بالإضافة إلى وحدة كلورة لتعقيم المياه، كمساهمة في تغطية احتياج المستشفى والتخفيف من وباء الكوليرا، كون ما يقدمه المستشفى جدير بالاهتمام والرعاية .

محمد سنان محمد أحمد ضابط إداري ومشرف المستشفى تحدث عن أهمية التدخل بالقول: سيوفر البيئة الصحية الأمنة للمرضى من خلال توفير المياه بشكل دائم ودورات المياه الصحية أفضل من السابقة والتي كانت عبارة عن حمامات مكشوفة وأرضيات خرسانية خشنة يصعب تنظيفها، كما أن التدخل سيحسن من مستوى النظافة والأثر البيئي والمظهر العام للمستشفى بعد إنشاء الخزان ودورات المياه.

نبذة

أنشئ المستشفى عام 1979م، ويخدم حاليا محافظات ( الحديدة  ريمه -حجة-المحويت-صعده-أجزاء من محافظات تعز -صنعاء-ذمار ).

Search