الزائر لمنطقة الظهار في إب أو القاصد لسوق الجملة أو فرزة المواصلات العامة، تستقبله الروائح الكريهة ولسعات (البعوض والنامس) سمات المنطقة التي كدرت يوميات الحياة، وجعلت الناس في مشاهد يومية مع المعاناة، ومأساتها ينتظرون لمن يتلمس أوجاعهم ويخفف عنهم هذه المعاناة.
عشرات الباعة المتجولين وكثافة سكانية كبيرة، وسوق رئيسي لكثير من المناطق وتجمع للمواصلات العامة، كلها عوامل جعلت الوضع البيئي والصحي لمنطقة الظهار كارثي وبيئة خصبة للأوبئة والأمراض المعدية.
بيئة للكوليرا
الأزقة والطرقات والأماكن الخلفية للمحال التجارية أصبحت هي دورات المياه للباعة المتجولين والسائقين ومرتادي السوق، لتصبح المنطقة بيئة خصبة للأمراض المعدية مثل وباء الكوليرا الذي أصيب به الكثير من الباعة المتجولين وسائقي المواصلات العامة.
يصف البائع سليم عيضة بائع متجول وضع المنطقة بالمأساوي، نتيجة الروائح الكريهة وانتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، فعدم وجود حمامات عامة لهذه الكتلة البشرية الكبيرة أجبرهم على استخدام الطرقات والأزقة، وهذا تسبب في وضع بيئي وصحي سيء نتج عنه إصابة عشرات الأشخاص بوباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادة والملاريا.
ويؤكد البائع عيضة أنه من الأشخاص الذين أصيبوا بوباء الكوليرا، هم من البائعين المتجولين في هذا السوق وسائقي المواصلات العامة.
بيئة صحية
كعادته مشروع الأشغال العامة يتلمس أوجاع الناس ويعمل على التخفيف منها فكان هذه المرة التدخل بتنفيذ مشروع حمامات عامة بتمويل من الوكالة الأمريكية، ليكون المنقذ لمن يرتاد ويقطن هذه المنطقة من فتك الأوبئة.
يقول المواطن أحمد علي المعافا أحد النازحين إلى المنطقة من محافظة تعز بعد إنشاء الحمامات العامة بجوار السوق اختفت الروائح الكريهة التي كانت تشم من مسافات بعيدة، وتحسن الوضع البيئي للمنطقة، ولم تسجل حتى الآن أي إصابات بالأمراض المعدية بين أوساط البائعين والسائقين كما كان في السابق.