خلود محمد ذات الثالثة عشر عاما الطالبة في مدرسة الشهيد طاهر الصيفي للبنات في العاصمة صنعاء، تعيش فرحتان في عامها الدراسي الجديد الذي لم يمضي على بدايته سوى أيام قلائل، انتقالها من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، ولكن الفرحة الأهم وهي ترى مدرستها بحلة جديدة يشع منها الأمل بمستقبل أفضل، فالصورة المأساوية التي ترسخت في مخيلة خلود عن مدرستها خلال السنوات الماضية أصبحت من الذكريات للمقارنة بين اليوم والأمس القريب.
مدرسة الصيفي منهل علم ونافذة المستقبل لأكثر من 2000طالبة، ينتضمين في فصولها الدراسية خلال الصباح، وكأنها خلية نحل أصوات الطالبات تمثل الأزيز الذي يتلاشى شيئا فشيئا مع إنتهاء طابور الصباح.
نافذة المستقبل
تدخل مشروع الأشغال العامة من خلال مشروع الاستجابة الطارئة الممول من البنك الدولي عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل مدرسة الصيفي للبنات أنعش حلم 2000طالبة بمستقبل أفضل، بعد أن كان اليأس والإحباط هو سيد الموقف، فنوافذ الفصول والأبواب محطمة والمقاعد الدراسية حالها أسوأ من النوافذ وافتراش الأرض هو خيار إجباري لغالبية الطالبات والسبورات آكل منها الدهر وشرب، أما الحديث عن دورات المياه وما تمثله من ضرورة ملحة للطالبات فهو حديث ذو شجون كونها خارجة عن الخدمة منذ سنوات.
الحال أفضل
الطالبة نسيم العريقي تتحدث عن حال مدرستها اليوم وعلامات السعادة تشع من عينيها وتقاسيم وجهها تعبر عن فرحة تتلعثم الكلمات في التعبير عنها، فاليوم كما تقول نسيم أصبح لها مقعد تجلس عليه لتستمع لمدرستها وهي تشرح الدرس بدلاً من الأرض، وسبورة تساعد في استيعاب المعلومة ،ونوافذ تحمي الطالبات من لسعات الشمس وبرودة الطقس ،وحمامات وخزانات للمياه تعزز النظافة الشخصية للطالبات خاصة مع انتشار الأمراض المعدية مثل الإسهالات والكوليرا .
تشجيع للفتاة
صالح السماوي عضو مجلس الآباء في المدرسة يشيد بتدخل مشروع الأشغال العامة في إعادة تأهيل المدرسة كونها المدرسة الوحيدة للبنات في الحي والحارات المجاورة، وفي نفس الوقت تمثل عامل مهم في تشجيع ودعم الفتاة على مواصلة التعليم خاصة عندما يكون هناك مدرسة خاصة بالبنات فقط فهذا يشجع الآباء على مواصلة بناتهم دراستهن إلى المراحل المتقدمة.
ويؤكد السماوي إعادة التأهيل لمدرسة في مثل هذه الظروف خلق روح من التفاؤل بغدٍ أفضل في نفس الآباء والطالبات.