شحة المياه النظيفة الصالحة للاستخدام المنزلي قضية كدرت عيش اغلب مناطق اليمن خاصة في الريف، فجلب المياه إلى المنزل يحتاج لقطع مسافات طويلة تستمر لساعات ومعاناة ومشقة يتحملها الأطفال والنساء طوال العام ،
لكن هذا البؤس والشقا يكون كابوسا مرعبا في أوقات الجفاف في الشتاء عندما تجف العيون وتتراجع منسوب مياه الآبار ، الأهالي في مناطق سباح بمحافظة أبين ، الجيبل بمحافظة ريمة ، وقلنسية بمحافظة سقطرى ن ومنبه بمحافظة صعدة ، يحملون معاناة توفير المياه المنزلية ، فالمصادر التقليدية مثل العيون ،والآبار الخاصة رغم بعدها عن المنازل إلا أنها تكون متوفر في موسم الأمطار ، لكن في أوقات الجفاف تكون شديدة الشح لدرجة العدم ، فيما الآبار الارتوازية الخاصة تخفض كميات المياه المجانية بنسبة كبيرة جدا قد لا تغطي حاجة الشرب والطبخ للأسرة الواحدة ، وهو ما يجبر الأهالي الاستغناء عن متطلبات النظافة الشخصية ، وغسل الملابس ،ودورات المياه ، كون الخيارات البديلة غير متاحة للغالبية العظمى من أرباب الأسر لأنها تتطلب تكلفة مالية تتراوح من 20 -30 ألف ريال لصهريج نقل المياه الواحد وهو ميلغ كبير في ظل أوضاع معيشية بالغة الصعوبة يعاني منها اليمنيين .
بؤس مشترك
الاستفادة من مياه الأمطار التي تذهب هدرا دون أن يتم استغلالها وتخزينها لوقت الحاجة في أوقات الجفاف ، حلول عملية للتخفيف من معاناة المجتمع وقابلة للتنفيذ بتكاليف معقولة في ظل شحة الموارد المالية ، فكانت خزانات حصاد مياه الأمطار المنفذة من قبل مشروع الأشغال العامة التدخل الملبي لاحتياجات الناس في القرى والمناطق النائية ، لأنها مشاريع ترتبط باحتياجهم اليومي من المياه ومصدر مستدام لأوقات الشدة والجفاف وبدون أي تكاليف ، فكان خزان تجميع مياه الأمطار هو أولوية للمجتمع في مناطق سباح بابين ، والجيل بريمة ،قلنسية بجزيرة سقطرى ، منبه بصعدة ، فهم يشتركون بنفس المعاناة والحالة المعيشية ، والحصول على مصدر مستدام للمياه الصالحة للاستخدام المنزلي خدمة جليلة تدخل الرضا والارتياح إلى كل منزل ، وتنقذ الأطفال والنساء من رحلة شقاء يومية لا مفر منها من اجل توفير المياه المنزلية .
حياة آمنة
خزان حصاد مياه الامطار يعني حياة آمنة لمئات الأسر الفقيرة في الأرياف والمناطق النائية، ومجتمع آمن صحيا من الأمراض المعدية بسبب تلوث المياه، ونظافة شخصية ، وأطفال في المدارس ونساء يقضن جل وقتهن في أعمال تعود بالنفع على أسرهن بعدما كن يهدرن معظم ساعات اليوم على جلب الماء إلى المنزل.
مياه نظيفة لأهالي لودر وبيت الفقيه في محافظتي أبين والحديدة
تشترك الأسر في مديرتي لودر في أبين و أطراف بيت الفقيه بالحديدة في المعاناة وعدم توفر المياه النظيفة الصالحة للاستخدام المنزلي، رغم توفر آبار ارتوازية في المنطقتين لضخ المياه لكن تقادم شبكة النقل وتوزيع المياه وتهالكها وعدم صيانتها لأكثر من 30 عام ، وكذلك عدم وجود خزان لتوزيع المياه على المنازل جعل الأهالي يعانون الأمرين من أجل توفير المياه المنزلية ، فالحالة المعيشية صعبة وأسعار صهاريج بيع المياه مكلفة ماليا يعجز غالبية أرباب الأسر على توفيرها كل عشرة أيام في المتوسط ، فالخيار المتوفر هو رؤوس النساء وظهور الدواب لجلب الماء من نقطة التوزيع عند البئر ، وهو خيار مرهق على النساء والأطفال الذين يقضون معظم اليوم في جلب المياه إلى المنازل.
المياه في المنازل
عشرات النساء والأطفال في هاتين المنطقتين يذهبون يوميا مع دوابهم لجلب المياه إلى المنزل ، فهم من تقع على عاتقهم القيام بهذه المهمة ، فغالبية الأسر تعيش تحت خط الفقر وغير قادرة على تحمل نفقات شراء المياه ،رغم أن آبار المياه الحكومية متوفرة إلا أن تهالك شبكات النقل والتوزيع ،وكذلك عدم وجود خزان يستقبل المياه من الآبار وتوزيعها على المناطق المستفيدة هي سبب معاناة السكان ، وتنفيذ مشروع خزان برجي مع شبكة نقل وتوزيع للمياه سيزيل معاناة السكان ويحسن مستوى معيشتهم ، ويحصلون على المياه الآمنة والصالحة للاستخدام المنزلي.
مشروع الأشغال العامة كعادته يحرص على تلمس أوجاع ومعاناة الناس وكيف يمكن المساهمة في تخفيفها، فكانت أولوية توفير المياه في صدارة الاحتياج للأسر في منطقتي الصويعي في مديرة لودر بمحافظة أبين و أطراف بيت الفقيه في الحديدة ، فالمعاناة واحدة.
يقول عزت حامد سعد أحد المستفيدين من مشروع مياه بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، كانت النساء والأطفال من الصباح يمشون يوميا كمتوسط 35 دقيقة لأقرب بئر للمياه ،ولوقت محدود ، أما عند حدوث أزمة في مادة الديزل تنقطع المياه لأيام ، وتكون معاناتنا شديدة وحياتنا صعبة حتى المواشي تتأثر.
ويضيف عزت قائلا: اليوم بعد تنفيذ مشروع الخزان وخط التوزيع وصلت المياه لكثير من المنازل وتحسنت مستوى معيشة الناس، والنظافة الشخصية، واختفت الأمراض التي كانت بسبب تلوث المياه، كما أصبح هناك نقاط لتوزيع المياه قريبة من الجميع.
ويتفق عزت محمود سليمان، مستفيد من مشروع خزان وشبكة مياه الصويعي بأبين ،مع ما ذكره عزت سليمان من بيت الفقيه بالحديدة ويؤكد أن مستوى الصحة العامة في المنطقة تحسن كثيرا مقارنة بالسابق، كما أن النساء تحولن للعمل في الخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية الأخرى ، كما أن الأطفال انتظموا في فصولهم الدراسية.