الأرض تمثل الحياة للمزارع اليمني وتضررها يعني تهديد لحياة الغالبية الأكبر من الناس، الذين يعتمدون في عيشهم وحياتهم على ما تجود عليهم هذه الأرض من محاصيل زراعية تعينهم على مواجهة متطلبات حياتهم اليومية ، فمعاناة هؤلاء المزارعين مشتركة في الحديدة وأبين ولحج وحجة وعمران وشبوة، محمد صلاح سلطان من مزارعي وأدي قطوف بحجة، وحامد سعيد العولقي من مزارعي وادي ضرى بشبوة يعانون من قساوة التغيرات المناخية وكيف جرفت الفيضانات المتدفقة في الواديين المزارع مع المحاصيل الزراعية،
ويقول المزارع محمد سلطان ،وادي قطوف : أن الفيضانات المتدفقة إلى الوادي خلال السنوات الأخيرة لم تكن معهودة من قبل وألحقت أضرار كبيرة بأرضي المزارعين لأن هذه الأرضي ليست مرتفعة عن منسوب الوادي ،وهو ما جعل السيول ترجف الأرض مع المحصول ، وهذا بسب تقلبات المناخ ، ويستدل المزارع محمد سلطان على كلامه ،بأن الناس في الوادي إلى قبل سنوات قليلة كانوا يزرعون أرضهم وهي على حالها ولم يحصل أي شيء، وتوارثوها عن أجدادهم وأباءهم وهي على حالها ، ولم يحصر هذا الخراب والجرف للمزارع إلا من بعد تغير المناخ مؤخرا وهذا بفعل الإنسان .
كارثة زراعية
ويؤكد المزارعين ، مبارك بن أحمد من مزارعي وأدي تبن بلحج ، وزاهر صالح من مجحفة أبين ، وصالح مقبل من مزارعي وادي سهام بالحديدة ، وجبران عبدالله من مزارعي عمران، بقولهم بأن الأراضي الزراعية توارثتها الأجيال على حالها ويتم رعايتها وزراعتها وحمايتها من السيول المتدفقة حسب المعتاد عليه في كل وادي ، ولم نسمع من كبار السن عن سيول ذات مرة جرفت الأرض مع المحاصيل باستثناء ما هو معتاد عليه وحتى سنوات قليلة لم نرى ذلك نحن جيل الأبناء ، لكن اليوم الفيضانات أصبحت تصل إلى البيوت وتجرف كل شيء أمامها عشرات المواشي نفقت ، وكثير من المنازل دمرت ، ومئات الهكتارات جرفت في ظاهرة أصبحت تشكل خطر حياة الألاف من المزارعين .
حياة كريمة
مشاريع حماية الأراضي بجدران الحماية الزراعية، وقنوات توزيع مياه السيول (والجابيونات )، الكاسرة لتدفقات الفيضانات ، وخزانات حصاد مياه الأمطار المنفذة من قبل مشروع الأشغال العامة كانت تدخلات ناجعة وحلول اقتصادية لمس أثرها المزارعين المستفيدين من هذه المشاريع لأنها وفرت الحماية وحافظت على مزارعهم من الجرف والطمر ، وأيضا مكنتهم من تحويل المياه المتدفقة بكميات هائلة في ري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ، وتغذية الآبار ، وتحزين هذه المياه في خزانات حصاد مياه الأمطار للاستفادة منها في موسم الجفاف.
يعتبر المزارعين :أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يعود بالنفع الكبير على المزارعين وأسرهم ، ويحسن مستوى معيشة سكان الريف الذين يعتمدون على الأرض كمصدر للدخل ، والكلام متروك للمزارع مبارك بن أحمد ،الذي يرى أن مشاريع حماية الأراضي الزراعية وقنوات توزيع مياه السيول وخزانات حصاد مياه الأمطار ، هي التدخلات المطلوبة لمساعدة المزارع اليمني على مواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها ، وكذلك دعم مصادر إنتاج الغذاء محليا ، لأن زراعة الأرض يوفر متطلبات الغذاء اليومي من خضار وحبوب وفواكه، وتربية المواشي والحيوانات من أبقار وأغنام ، وبذلك تكون حياة كريمة للمجتمع ككل.