كثير من المناطق النائية تعاني من انعدام المراكز الصحية التي تقدم الخدمات الصحية الأولية كالمجارحة واللقاحات والأسعافات الأولية ,والحصول على هذه الخدمات كان يتطلب جهدا ومالا خاصة عندما يتطلب ذلك السفرمن الريف إلى المدينة وهو ماحفز مشروع الأشغال العامة المساهمة في تخفيف المعاناة على السكان القاطنين في المناطق النائية والبعيدة ، من خلال إنشاء مراكز صحية تقوم بتقديم الخدمات الصحية البسيطة التي كانت قبل ذلك احلام تراود الكثير من الأسر الفقيرة التي كانت تفضل الألم والصبرعلى الجروح والمعاناة اهون من السفر إلى مركز المدينة للعلاج .
مشروع الأشغال العامة استطاع من خلال مشروعاته المنفذة في قطاع الصحة في إيجاد خدمات صحية كانت معدومة، والمساهمة في توسعة خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال تحسين البنية التحتية للمرافق الصحية في المناطق الفقيرة والمحرومة.
سهولة الوصول إلى الخدمات الصحية الأولية وفر معاناة الفقراء الذين كانوا يقطعون المسافات البعيدة للوصول إلى المدن من أجل التطبب والمعالجة ويدفعون تكاليف باهظة ويتحملون عناء السفر وما يكلف ذلك من أعباء مالية يمكن تجاوزها في وجود مركز صحي يقدم الخدمات الطبية في المناطق النائية والبعيدة، وهو ما أدركه مشروع الأشغال العامة الذي نجح من خلال مشروعاته التي ينفذها في قطاع الصحة بدعم المناطق الريفية الفقيرة والجماعات المحرومة من برامج الرعاية الصحية وبالتالي المساهمة في تحسين أوضاعها الصحية ، وخفض معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال وذلك من خلال تحسين البنية التحتية للمرافق الصحية (من مراكز ووحدات صحية فقط).
مساندة
رؤية مشروع الأشغال العامة في قطاع الصحة تتمثل في مساندة الجهود التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان لرفع نسبة تغطية الخدمات الصحية الاساسية,كما ترتبط بإمكانيات وزارة الصحة العامة والسكان المتمثلة في توفير الكادر وكذلك عملية التشغيل والصيانة لهذه المرافق, فيما تقتصر مساهمة المشروع في بناء المراكز والوحدات الصحية البديلة لمنشاءات قائمة بمقرات غير صالحة وترميم وتوسعة المنشاءات الصحية القائمة منها,حيث أظهرت نتائج دراسة الأثر الاجتماعي ، تحسن مؤشرات الوضع الصحي وذلك من خلال التحسن في الخدمات الوقائية في تحصين الأطفال ضد الأمراض الستة (أمراض الطفولة) وكذلك في تحصين النساء ضد مرض الكزاز، والتحصين ضد مرض الكبد الوبائي,وهذه المؤشرات أدت إلى تحسين الوضع الصحي للمجتمعات الفقيرة المستفيدة حاليا على المدى البعيد، وستعمل على تحسين مؤشر توقع الحياة عند الولادة ومن ثم مساهمتها في تحسين مؤشر التنمية البشرية الخاص بالصحة.
الإنجاز
بلغ إجمالي المشاريع المنجزة في قطاع الصحة خلال الفترة 2016-2014م (21) مشروعا بتكلفة إجمالية بلغ (3,225,179)دولاراً استفاد منها نحو (124,660)مستفيدا وفرت نحو (4,829 ) فرصة عمل (رجل/شهر) لتصل تراكمياً إلى (397)مشروعا بتكلفة إجمالية بلغت (38,270,709) دولارات استفاد منها (2,042,367)مستفيد وفرت نحو(69,868)فرصة عمل (رجل/شهر).
صعوبة تواجه الفقراء
غالباً ما يمثل الوصول إلى أقرب وحدة صحية أو مستشفى صعوبة بالنسبة لكثير من سكان الريف والمناطق النائية في اليمن الذين يسعون للحصول على المعالجة حتى وإن كانت خدمات صحية أولية تتعلق بالمجارحة واللقاحات الدورية للاطفال.
فأغلب المناطق النائية والتجمعات السكانية البعيدة تفتقرللمراكز والوحدات الصحية التي تتولى تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والحصول عليها يتطلب مبالغ مالية كبيرة خاصة عندما يتطلب ذلك الذهاب إلى المدينة وبالتالي تكون الخسائر المالية اكبر من قيمة الخدمة الصحية المطلوبة ،هذه المعاناة خاصية تشترك فيها غالبية المناطق اليمنية النائية.
المال والجهد المطلوبان للحصول على خدمة صحية أولية كالمجارحة جعل الكثير من الأسر يتحملون وطئة الألم بدلا من تحمل تكاليف مالية لايستطيعون توفيرها خاصة في ظل ارتفاع نسبة الفقر بين أوساط السكان خاصة في الريف ،فيما تترك الحالات المرضية الطارئة مثل الحوادث والولادة لقدرها نتيجة لبعد المسافة والتي تمتد لعشرات الكيلو مترات والطرق الوعرة .
هذه المعاناة والحرمان والافتقار للخدمات الصحية خلقت حالة من التذمر في أوساط المواطنين الذين يعيشون كما يقولون في القرن الواحد والعشرين وهم لايستطيعون الحصول على خدمة الاسعافات الأولية، ولذا كان لتدخل مشروع الأشغال العامة في القطاع الصحي أثر طيب في نفوس الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة في مناطق الاستهداف، حيث استطاع المشروع المساهمة في تحسين حالة الناس الصحية من خلال وجود عيادات ومراكز صحية قريبة من التجمعات السكانية وبأسعار رمزية ، بالإضافة إلى ما تقدمه هذه المرافق وما جاء معها من مرافق أخرى كالصيدليات التي وفرت العلاجات وأصبح الحصول عليها سهلاً بدلاً من الذهاب والسفر إلى أماكن بعيدة كمراكز المحافظات والمدن الكبيرة .
فؤاد سليمان يصف حالة المواطنين ومعاناتهم في –منطقة الشعوب –المقاطرة-محافظة لحج قبل إعادة تأهيل وترميم مركز صحي(الشعوب) بالصعب الذين كانوا يتحملون مرارة الالم وعناء السفر إلى مركز المحافظة ،ولكن الآن الوضع تغير ارتاح المواطنون من عناء السفر إلى مركز المحافظة تم توفيرالمال والجهد ، وسرعة علاج الحالات ، والاستفادة الكبيرة للأطفال والنساء والولادة بدون مخاطر . كما أصبح المركز قريب من جميع المناطق ، والمعالجة أصبحت سهلة وتم القضاء على كثير من الأمراض المنتشرة.
خدمة أفضل
الطريقة التقليدية في معالجة المرضى في أغلب المناطق النائية والبعيدة كانت هي السائدة ومن يقومون بالمعالجة هم اشخاص اكتسبوا ذلك بالخبرة عن طريق الممارسة وكانت الغرف المخصصة للعلاج في المنازل والدكاكين هي من تقوم بدور المستشفيات والمراكز الصحية .
يصف سالمين الكلدي–منطقة قشن-محافظة المهرة –وضع المركز الصحي في المنطقة المتهالك والأيل للسقوط وحجمه الضيق وخدماته الطبية المحدودة التي كانت تقتصر في أحسن الظروف على الأسعافات الأولية قبل تدخل مشروع الأشغال العامة في إعادة تأهيل وترمييم المركز الصحي بمنطقة –قشن .
ويستدرك سالمين بالقول : الآن الأمر تغير بعد إعادة تأهيل وتوسعة المركزالصحي في المنطقة من قبل مشروع الأشغال العامة ، والحال أفضل ، ومستوى الخدمة الصحية المقدمة جيدة ، خاصة الحالات الطارئة التي كانت متروكة للقدر